للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فمذهب الشافعي رضي الله عنه أن المعلومات هي العشر الأول من ذي الحجة آخرها يوم النحر، وأما المعدودات فثلاثة أيام بعد يوم النحر، وهي أيام التشريق» (١)، فقد نقل رأى الإمام الشافعي عند ذكر آيتي المتشابه اللفظي (أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ)، (أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ) (٢).

[ج. اللغة والمعاني]

كما اعتمد على اللغة والمعاني في توجيه المتشابه اللفظي في القرآن الكريم ومثال ذلك: قوله في تفسير قوله تعالى: {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا} (٣): «فإن قيل: لِم قال في الشفاعة الحسنة {يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ} وقال في الشفاعة السيئة {يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا} وهل لاختلاف هذين اللفظين فائدة؟

قلنا: الكفل اسم للنصيب الذي عليه يكون اعتماد الناس، وإنما يقال كفل البعير لأنك حميت ظهر البعير بذلك الكساء عن الآفة، وحمى الراكب بدنه بذلك الكساء عن ارتماس ظهر البعير فيتأذى به، ويقال للضامن: كفيل وقال عليه الصلاة والسلام: «أنا وكافل اليتيم كهاتين» (٤). فثبت أن الكفل هو النصيب الذي عليه يعتمد الإنسان في تحصيل المصالح لنفسه ودفع المفاسد عن نفسه، إذا ثبت هذا فنقول: قوله (ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها) أي يحصل له منها نصيب يكون ذلك النصيب ذخيرة له منها نصيب يكون ذلك النصيب ذخيرة له في معاشه ومعاده، والمقصود حصول ضد ذلك {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (٥) والغرض منه التنبيه على أن الشفاعة المؤدية إلى سقوط الحق وقوة الباطل تكون عظيمة العقاب عند الله تعالى» (٦).


(١) التفسير الكبير (٥/ ٢٠٨).
(٢) نوع المتشابه: متشابه بإبدال كلمة بكلمة، ويُنظر: التفسير الكبير (٦/ ١١٦).
(٣) سورة النساء، الآية: (٨٥).
(٤) رواه البخاري في «صحيحه»، كتاب الأدب، باب فضل من يعول يتيما، (٨/ ٩)، حديث رقم: (٦٠٠٥) من حديث سهل بن سعد.
(٥) سورة التوبة، الآية: (٣٤).
(٦) التفسير الكبير، (١٠/ ٢١٣).

<<  <   >  >>