للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإمام الألوسي عدة توجيهات للمتشابه من كتاب درة التنزيل للإمام الإسكافي، اتفق في أحدها مع توجيه الإمام الرازي (١).

المبحث الثالث

أوجه الاختلاف بين الإمامين الرازي والألوسي في توجيه المتشابه اللفظي في القرآن الكريم

المطلب الأول

مسائل المتشابه اللفظي التي اختلف الإمامان في توجيهها في الحروف

١ - اختلف الإمامان في توجيه الفرق بين إبدال حرف (لن) في قوله تعالى: {وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ} (٢) بحرف (لا) في قوله تعالى: {وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ} (٣).

حيث قال الإمام الرازي: «فإن قيل: إنه تعالى قال هاهنا: {وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا} وقال في سورة الجمعة: {وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا} فلم ذكر هاهنا (لن) وفي سورة الجمعة «لا» قلنا: إنهم في هذه السورة، ادعوا أن الدار الآخرة خالصة لهم من دون الناس وادعوا في سورة الجمعة أنهم أولياء لله من دون الناس والله تعالى أبطل هذين الأمرين بأنه لو كان كذلك لوجب أن يتمنوا الموت والدعوى الأولى أعظم من الثانية إذ السعادة القصوى هي الحصول في دار الثواب، وأما مرتبة الولاية فهي وإن كانت شريفة إلا أنها إنما تراد ليتوسل بها إلى الجنة فلما كانت الدعوة الأولى أعظم لا جرم بين تعالى فساد قولهم بلفظ: «لن» لأنه أقوى الألفاظ النافية ولما كانت الدعوى الثانية ليست في غاية العظمة لا جرم اكتفى في إبطالها بلفظ «لا» لأنه ليس في نهاية القوة في إفادة معنى النفي والله أعلم» (٤).

وقال الإمام الألوسي: «وجاء نفي هذا التمني في آية أخرى بلن وهو من باب التفنن على القول المشهور في أن كلا من لا ولن لنفي المستقبل من غير تأكيد، ومن قال: بإفادة لن التأكيد


(١) يُنظر نص المسألة: التفسير الكبير، (٢٥/ ٩٢)، روح المعاني، (٤/ ١٢٦).
(٢) سورة البقرة، الآية: (٩٥).
(٣) سورة الجمعة، الآية: (٧).
(٤) التفسير الكبير، (٣/ ٢٠٧).

<<  <   >  >>