للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يسلم منها أحد، نزلت منزلة شدة الإنكار، فبولغ في تأكيد الجملة الدالة عليه. وأما البعث فمن حيث إنه حياة بعد الموت لا تكرهه النفوس، ومن حيث إنه مظنة للشدائد تكرهه، فلما لم يكن حاله كحال الموت، ولا كحال الحياة، بل بين بين، أكدت الجملة الدالة عليه تأكيدًا واحدًا). (١)

المطلب الثالث

ما انفرد به الإمام الألوسي عن جميع علماء المتشابه اللفظي

انفرد الإمام الألوسي عن جميع علماء المتشابه اللفظي بتوجيه الكثير من مسائل المتشابه اللفظي، ما يزيد عن أربعين مسألة.

فعلى سبيل المثال: الإمام الألوسي انفرد عند تفسيره لسورة البقرة بتوجيه عشر مسائل من مسائل المتشابه اللفظي (هذه المسائل ذكرها الإمام الألوسي في الموضع الأول للمتشابه سورة البقرة وهناك مواضع أخرى للمتشابه بين سورة البقرة والسور الأخرى ذكرها في الموضع الثاني السور الأخرى) (٢).

مسائل المتشابه اللفظي التي انفرد الإمام الألوسي بتوجيهها عن علماء المتشابه اللفظي عند تفسيره لسورة البقرة:

المسألة الأولى: التقديم والتأخير بين قوله: {لَا رَيْبَ فِيهِ} (٣)، {لَا فِيهَا غَوْلٌ} (٤)، متشابه بتقديم حرف الجر (في) في سورة الصافات، وتأخيره في سورة البقرة (٥).


(١) لمسات بيانية في نصوص من التنزيل د/ فاضل السامرائي، دار عمار، عمان، الطبعة الثامنة ٢٠١٢ م ص ١١٠ - ١١١، أحال د/ السامرائي إلى (روح المعاني ١٨/ ١٧)
(٢) فعلى سبيل المثال فقد ذكر الإمام الألوسي الفرق بين قوله تعالى في سورة البقرة: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ}، الآية: (١٦٤)، وقوله تعالى في سورة الجاثية: {وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِّزْقٍ}، الآية: (٥) عند تفسيره لسورة الجاثية (الموضع الثاني).
(٣) سورة البقرة، الآية: (٢).
(٤) سورة الصافات، الآية: (٤٧).
(٥) يُنظر نص المسألة: روح المعاني، (١/ ١١٠).

<<  <   >  >>