للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحسن البصري فقال: ليس المراد أن وعده كان ثلاثين ليلة ثم بعد ذلك وعده بعشر لكنه وعده أربعين ليلة جميعًا، وهو كقوله: {ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ} (١).

فقد استدل الرازي بقول الحسن البصري دون أن يضيف عليه، كما نقل رأى أبي عمرو بن العلاء (٢)، في الفرق بين (فانفجرت - فانبجست) (٣)،

ج. وأحيانا يذكر رأى غيره، ويستدل به ويضيف عليه (٤).

*ثانيًا: موقف الإمام الرازي من علماء المتشابه اللفظي:

وبالنسبة لعلماء المتشابه اللفظي فقد تأثر الإمام الرازي بالإمام الإسكافي (ت: ٤٢٠ هـ) دون أن يشير إلى ذلك، واتفق مع الإمام الكرماني (٥٠٥ هـ) في عدة مسائل، وتأثر به الإمام ابن الزبير الثقفي (ت: ٧٠٨ هـ) في توجيه بعض مسائل المتشابه اللفظي في القرآن الكريم، وتأثر به أيضًا الإمام ابن جماعة (ت: ٧٣٣ هـ)، والإمام الأنصاري (٩٢٥ هـ).

ثأثر الإمام الرازي بالإمام الإسكافي (ت: ٤٢٠) في توجيه المتشابه اللفظي في القرآن الكريم: الناظر في تفسير الإمام الرازي يجد أنه لم يشر إلى العلامة الإسكافي، ولا إلى كتاب درة التنزيل لكننا نجد أنه تأثر به في توجيه بعض مسائل المتشابه اللفظي دون أن يشير، وهذه المسائل تؤكد إطلاع الإمام الرازي على كتابه.

يقول د/ صالح الشثري: «(أما أثر الكتاب (يقصد درة التنزيل) في كتب التفسير التي تعني بالإعجاز القرآني، ولها اهتمام بتوجيه الآيات المتشابهة تشابهًا لفظيًا مثل الكشاف للزمخشري (ت ٥٣٨)، والتفسير الكبير للفخر الرازي (ت ٦٠٤)، والبحر المحيط لأبي حيان (ت ٧٥٤)، وروح


(١) التفسير الكبير، (٣/ ٧٩).
(٢) أبو عمرو بن العلاء بن عمار بن العريان بن عبد الله بن الحصين المازني التميمي البصري (٦٨ أو ٧٠ - ١٥٤ هـ) هو أحد القراء السبعة، أمه من بني حَنِيْفَة، وقد نشأ بالبصرة، ومات بالكوفة أيام المنصور. ينظر ترجمته في: جمال القراء (٢/ ٤٥٠)، تهذيب الكمال (٣٤/ ١٢٠، ١٣٠)، وفيات الأعيان (٣/ ٤٦٦).
(٣) يُنظر: تفسير الكبير، (١٥/ ٣٦).
(٤) سبق ذكر المثال، يُنظر أيضا: التفسير الكبير، (٤/ ١٥١).

<<  <   >  >>