للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[النوع الخامس: المتشابه بالتذكير والتأنيث]

ومن ذلك قول الإمام الألوسي عند تفسيره قوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} (١):

ونقل عن الراغب ما يدل على أن المقام في هذه الآية مقام الضمير حيث ذكر عنه أنه قال في «درة التنزيل»: إنه تعالى قال ههنا {ذُوقُوا عَذَابَ النار الذي كُنتُمْ بِهِ تُكَذّبُونَ}، وقال سبحانه في آية أخرى: {عَذَابَ النار التى كُنْتُمْ بِهَا تُكَذّبُونَ} (٢)، فذكر جل وعلا ههنا وأنث سبحانه هناك، والسر في ذلك أن النار ههنا وقعت موقع الضمير والضمير لا يوصف، فأجرى الوصف على العذاب المضاف إليها وهو مذكر وفي تلك الآية لم يجر ذكر النار في سياقها، فلم تقع النار موقع الضمير فأجرى الوصف عليها وهي مؤنثة دون العذاب فتأمل (٣).

[النوع السادس: المتشابه بالتعريف والتنكير]

ومن ذلك قوله عند تفسير قوله تعالى: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ} (٤): «ولما كان في التعريف نوع من الفخامة وفي التنكير نوع آخر وكان الغرض الجمع عرف الكتاب ونكر القرآن ههنا وعكس في النمل (٥) وقدم المعرف في الموضعين لزيادة التنويه» (٦).

[النوع السابع: المتشابه بالإظهار والإضمار]

ومن ذلك قوله عند تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى} (٧): «قال {فَمَنْ رَبُّكُمَا ياموسى موسى} لم يضف الرب إلى نفسه ولو بطريق حكاية ما في قوله تعالى: {إِنَّا رَسُولَا رَبّكَ} [طه: ٤٧] وقوله سبحانه: {قَدْ جئناك بِئَايَةٍ مّن رَّبّكَ} [طه: ٤٧] لغاية عتوه ونهاية طغيانه بل أضافه إليهما لما أن المرسل لا بد أن يكون رباً للرسول، وقيل: لأنهما قد صرحا


(١) سورة السجدة، الآية: (٢٠).
(٢) سورة سبأ، الآية: (٤٢).
(٣) روح المعاني، (١١/ ١٣٢).
(٤) سورة الحجر، الآية: (١).
(٥) يقصد قوله تعالى: {طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ} سورة النمل، الآية: (١).
(٦) روح المعاني، (٧/ ٢٥١).
(٧) سورة طه، الآية: (٤٩).

<<  <   >  >>