للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثالث منهج الإمام الألوسي في توجيه المتشابه اللفظي في القرآن الكريم]

الإمام الألوسي قام بتوجيه عدد لا بأس به من مسائل المتشابه اللفظي حوالي مائة وخمسين مسألة، أطال التوجيه أحيانًا، واختصر التوجيه في أغلبها.

ومن خلال هذا المبحث سأبين بعون الله وتوفيقه أهم الملامح والسمات التي تميز بها منهج الإمام الألوسي في توجيه المتشابه اللفظي في القرآن الكريم.

المطلب الأول

أهم الملامح والسمات التي تميز منهج الإمام الألوسي في توجيه المتشابه اللفظي في القرآن الكريم

[القسم الأول: المسلك العام للإمام الألوسي في توجيه المتشابه]

• أولًا: طريقة الإمام الألوسي في عرض المتشابه:

اختلف الإمام الألوسي عن الإمام الرازي في طريقة عرض المتشابه فقد ترك أسلوب الخطاب والمناقشة الذي اعتمده الإمام الإسكافي في الدرة، ومن سار على دربه ممَّن صنف في هذا العلم، وعمد مباشرةً إلى ذكر المتشابه اللفظي وبيان الفرق بين الموضعين كالإمام الكرماني (١).

مثال ذلك: قال الإمام الألوسي عند تفسيره قوله تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} (٢): «وبعض صحح أن القرآن في نفسه هدى في كل شيء حتى معرفة الله تعالى لمن تأمل في أدلته العقلية وحججه اليقينية كما يشعر به ظاهر قوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ} (٣) ويكون الاقتصار على المتقين هنا بناء على تفسيرنا الهداية مدحاً لهم ليبين سبحانه أنهم الذين اهتدوا وانتفعوا به كما قال تعالى: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ


(١) الإمام الكرماني ترك أيضًا أسلوب الخطاب والمناقشة للمزيد يُنظر: توجيه المتشابه اللفظي في القرآن الكريم بين القدامى والمحدثين الجزء الأول (ص: ١٣٨، ١٣٩).
(٢) سورة البقرة، الآية: (٢).
(٣) سورة البقرة، الآية: (١٨٥).

<<  <   >  >>