للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالكشف الصحيح والعلم اللدني، والله يؤتي فضله من يشاء، وسبحان من لا يحيط بأسرار كتابه إلا هو» (١).

ففي هذا المثال يتضح أن الإمام الألوسي ذكر التفنن في التعبير في أخر التوجيه بعد ذكر توجيهات أخرى ولم يجعله عمدة في التوجيه إلا أنه جعل التفنن في التعبير عمدة في التوجيه في بعض المواضع ومثال ذلك: عند تفسيره لقول الله عز وجل: {وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (٢).

فقال: «والمغايرة بين ما هنا وما في سورة البقرة أعني {إِنَّ فِي خَلْقِ السموات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التى تَجْرِى فِى البحر بِمَا يَنْفَعُ الناس} (٣) الآية للتفنن والكلام المعجز مملوء منه، وذكر الإمام في ذلك ما لا يهش له السامع فتأمل» (٤).

وقد قام د/ ياسر محمد بابطين بتتبع الأساليب التي حملها الإمام الألوسي على التفنن فميكنك الرجوع إليها للمزيد (٥).

ي. حمل الإمام الألوسي أيضًا توجيه المتشابه على مراعاة الفواصل في ثلاث مسائل من مسائل المتشابه اللفظي التي وجهها.

[تعريف الفاصلة القرآنية]

والفاصلة القرآنية قد تكون كلمة من بنية آية قصيرة، وقد تكون كلمة من بنية جملة نأتي في نهاية الآية معقبة أو مقررة أو مؤكدة … إلخ، وهي في كل الحالات تنتهي بصوت قد يتكرر محدثًا إيقاعًا في صورة السجع وقد لا يتكرر، ولكنها دائما تحتفظ بإحدى صور التوافق الصوتي


(١) روح المعاني، (١/ ٢٦٩).
(٢) سورة الجاثية، الآية: (٥).
(٣) سورة البقرة، الآية: (١٦٤).
(٤) روح المعاني، (١٣/ ١٣٩).
(٥) حمل المتشابه على التفنن: تفسير الألوسي أنموذجا، (ص: ٢٧٨ - ٢٩٤).

<<  <   >  >>