للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلت: للإشارة هنا إلى مَنْ ميلُه إلى حبِّ نفسه أشدُّ منه إلى حبِّ المال، وَثَمَّ إلى مَنْ هو بعكس ذلك» (١).

قال الإمام الرازي في هذه المسألة: «أن الله تعالى قدم في هذه الآية قبول الشفاعة على أخذ الفدية وذكر هذه الآية في هذه السورة بعد العشرين والمائة وقدم قبول الفدية على ذكر الشفاعة فما الحكمة فيه؟

الجواب: أن من كان ميله إلى حب المال أشد من ميله إلى علو النفس فإنه يقدم التمسك بالشافعين على إعطاء الفدية ومن كان بالعكس يقدم الفدية على الشفاعة، ففائدة تغيير الترتيب، الإشارة إلى هذين الصنفين» (٢).

فالإمام الأنصاري قد تأثر في توجيهه لهذه المسألة بالإمام الرازي.

ثالثًا: أثره في المعاصرين:

تأثر بعض المعاصرين بالإمام الرازي في توجيه بعض مسائل المتشابه اللفظي في القرآن الكريم كالصامل والسامرائي

مثال: في قوله تعالى " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ " (٣) نقل د/ فاضل السامرائي رأي الإمام الرازي حيث قال: قال ههنا " إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ " وقال في خلق الإنسان أولًا: " ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ " (٤) فنقول: هناك يكون خلق وتقدير وتدريج وتراخ حتى يصير التراب قابلًا للحياة فينفخ فيه روحه فإذا هو بشر، وأما في الإعادة لا يكون تدريج وتراخ فلم يقل ههنا: ثم " (٥)

يقول د/ محمد الجبالي: (لوبحثنا في كتب السامرائي عن آثار علماء المتشابه اللفظي في القرآن لوجدناها قليلة، وأكثر هذه الآثار نجدها للغرناطي وكتابه (ملاك التأويل)، ثم برهان الكرماني، ثم كتاب الدرة للخطيب الإسكافي، كما يرجع أحيانًا إلى برهان الزركشي، لكنا نجد


(١) فتح الرحمن بكشف ما يلتبس من القرآن، (ص: ٢٤).
(٢) التفسير الكبير، (٣/ ٥٨).
(٣) سورة الروم الآية ٢٥
(٤) سورة الروم الآية ٢٠
(٥) التعبير القرآني، د/ فاضل السامرائي، دار عمار، عمان، الأردن، الطبعة الثامثة ١٤٣٤ هـ ص ٢٠١، وأحال د/ فاضل السامرائي إلى (التفسير الكبير ٢٥/ ١١٦)

<<  <   >  >>