للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإمام الرازي اعتمد أيضًا على علم الفقه والحديث (حتى أنه قام أحيانًا بالمقارنة بين آية وحديث) (١).

أما الإمام الألوسي فقد حمل المتشابه على التفنن في التعبير في بعض المسائل، فيما لم يقل به الإمام الرازي في أي مسألة.

يقول د/ ياسر بابطين: «يتيح لنا تتبع مواضع الحمل على التفنن عند الآلوسي، وتصنيفها، ومناقشة كلامه فيها، تأطيرًا منهجيًا لمذهبه في التفنن، وقد توسط الآلوسي بين من تجنب الحمل على التفنن كالرازي، ومن توسع فيه جدًا كابن عاشور» (٢).

أيضًا الإمام الألوسي قال بمراعاة الفواصل في بعض المسائل، فيما لم يقل الإمام الرازي بها في أي مسألة.

خامسًا: بالنسبة لعلماء المتشابه اللفظي الذين تأثر بهما الإمامان وتأثروا بهم:

الإمام الرازي نقل من الإمام الإسكافي دون أن يشير، واتفق مع الإمام الكرماني في عدد من المسائل، وتأثر به كلا من الإئمة ابن الزبير، ابن جماعة، والأنصاري في عدد من المسائل.

أما الإمام الألوسي فهو متأخر عن جميع علماء المتشابه اللفظي ولم يشر في تفسيره إلى اسم أي عالم منهم، وأشار إلى كتاب درة التنزيل ثلاثٍ مرات في تفسيره، واتفق مع علماء المتشابه في توجيه بعض المسائل.

والإمام الرازي انفرد عن جميع علماء المتشابه اللفظي بتوجيه الكثير من مسائل المتشابه اللفظي، ما يزيد عن مائة مسألة، بينما انفرد الإمام الألوسي عنهم بما يزيد عن أربعين مسألة.


(١) وضحت ذلك بالتفصيل عند الحديث عن منهج الإمام الرازي.
(٢) حمل المتشابه على التفنن: تفسير الألوسي نموذجًا (ص: ٢٧٨).

<<  <   >  >>