للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثاني التعريف بتفسير الألوسي (روح المعاني)]

أولًا: سبب كتابة الألوسي لتفسيره:

يقول الإمام الألوسي في مقدمة تفسيره عن السبب الحامل له على تأليف تفسيره: «رأيت في بعض ليالي الجمعة من رجب الأصم سنة الألف والمائتين والاثنتين والخمسين بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم رؤية لا أعدها أضغاث أحلام، ولا أحسبها خيالات أوهام، أن الله جل شأنه وعظم سلطانه أمرني بطي السماوات والأرض، ورتق فتقهما على الطول والعرض، فرفعت يدا إلى السماء، وخفضت الأخرى إلى مستقر الماء، ثم انتبهت من نومتي وأنا مستعظم رؤيتي، فجعلت أفتش لها عن تعبير، فرأيت في بعض الكتب أنها إشارة إلى تأليف تفسير، فرددت حينئذ على النفس تعللها القديم، وشرعت مستعينا بالله تعالى العظيم» (١).

أما بالنسبة لسبب تسمية تفسيره بـ «روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني»:

يقول الدكتور حسين الذهبي رحمه الله: «ولما انتهى منه جعل يفكر ما اسمه؟ وبماذا يدعوه؟ فلم يظهر له اسم تهتش له الضمائر؟ وتبتش من سماعه الخواطر، فعرض الأمر على وزير الوزراء على رضا باشا، فسماه على الفور: (روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني» (٢).

مكانة هذا التفسير من التفاسير التي تقدمته:

«هذا التفسير - والحق يقال - قد أفرغ فيه مؤلِّفه وسعه، وبذل جهده، حتى أخرجه للناس تفسيراً جامعاً لآراء السلف رواية ودراية، ومشتملاً على أقوال الخلف بكل أمانة وعناية، فهو جامع لخلاصة ما سبقه من التفاسير، فتراه ينقل لك عن تفسير ابن عطية، وتفسير أبي حيان، وتفسير الكشاف، وتفسير أبي السعود، وتفسير البيضاوي، وتفسير الفخر الرازي وغيرها من كتب التفاسير المعتبرة.

وهو إذا نقل عن تفسير أبي السعود يقول غالباً: قال شيخ الإسلام وإذا نقل عن تفسير البيضاوي يقول: قال القاضي وإذا نقل عن تفسير الفخر الرازي يقول - غالبًا -: قال الإمام وهو إذ ينقل


(١) روح المعاني، (١/ ٥).
(٢) التفسير والمفسرون، (١/ ٣٠٣).

<<  <   >  >>