للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(كما فعل عند ذكر الفرق في تقديم وتأخير النفع والضر فقد ذكر رأيه ثم ذكر رأي العلامة النيسابوري وقال في نهاية التوجيه (وبه تقوي نكتة التقديم التي اعتبرها هذا الفاضل فيما نحن فيه كما لا يخفى) (١).

*ثانيًا: موقف الإمام الألوسي من علماء المتشابه اللفظي:

الإمام الألوسي متأخر عن جميع علماء المتشابه اللفظي، ولم يشر في تفسيره إلى اسم أي عالم منهم، وأشار إلى كتاب درة التنزيل للإمام الإسكافي ثلاثٍ مراتٍ في تفسيره، واتفق مع علماء المتشابه في توجيه بعض المسائل.

إشارة الإمام الألوسي إلى كتاب درة التنزيل في تفسيره:

أشار الإمام الألوسي إلى كتاب درة التنزيل ثلاث مرات في تفسيره:

الأولى: عند تفسير قول الله تعالى: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} (٢) قال: «واللهو واللعب على ما في «درة التنزيل» يشتركان في أنهما الاشتغال بما لا يعني العاقل ويهمه من هوى وطرب سواء كان حراماً أو لا؛ وفرق بينهما بأن اللعب ما قصد به تعجيل المسرة والاسترواح به واللهو كل ما شغل من هوى وطرب وإن لم يقصد به ذلك، وإذا أطلق اللهو فهو على ما قيل اجتلاب المسرة بالنساء كما في قوله: ألا زعمت بسياسة اليوم أنني كبرت وأن لا يحسن اللهو أمثالي.

وقال قتادة: اللهو في لغة اليمن المرأة، وقيل: اللعب طلب المسرة والفرح بما لا يحسن أن يطلب به واللهو صرف الهم بما لا يصلح أن يصرف به، وقيل: إن كل شغل أقبل عليه لزم الإعراض عن كل ما سواه لأن من لا يشغله شأن عن شأن هو الله تعالى فإذا أقبل على الباطل لزم الإعراض عن الحق فالإقبال على الباطل لعب والإعراض عن الحق لهو، وقيل: العاقل المشتغل بشاء لا بد له من ترجيحه وتقديمه على غيره فإن قدمه من غير ترك للآخر فلعب وإن تركه ونسيه به فهو لهو، وقد بين صاحب «الدرة» بعد أن سرد هذه الأقوال سر تقديم اللعب على اللهو حيث جمعا كما هنا وتأخيره عنه كما في العنكبوت بأنه لما كان هذا الكلام مسوقاً للرد


(١) يُنظر نص المسألة: روح المعاني، (٥/ ١٢٧).
(٢) سورة الأنعام، الآية: (٣٢).

<<  <   >  >>