للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثاني التعريف بتفسير الإمام الرازي (مفاتيح الغيب)]

التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب هو كتاب تفسير للقرآن من تأليف شيخ الإسلام الفخر الرازي، التفسير الكبير ومفاتيح الغيب ما هما إلا وجهان لعملة واحدة،؛ وذلك لأنهما اسمان مشهوران بين العلماء والباحثين لتفسير واحد ألفه الإمام فخر الدين الرازي، وقد حاول بعض العلماء الجمع بين هذين الاسمين قائلين: ألف الرازي تفسيره الكبير المسمى مفاتيح الغيب.

وهذا التفسير يعد أهم تفاسير المدرسة التفسيرية المنتمية إلى التفسير بالرأي المحمود، بل وأفضلها على الإطلاق، إذ يعد هذا التفسير موسوعة علمية متخصصة في مجال الدين الإسلامي عامة، وعلم التفسير على وجه الخصوص، بالإضافة إلى ذلك، أنه عمدة التفاسير العقلية للقرآن الذي يمثل ذروة المحاولة العقلية لفهم القرآن، بل هو مستودع ضخم للتوجيهات العقلية والأقوال النظرية في التفسير، ويعد تفسيراً شاملاً لكونه اشتمل على الجمع بين التفسير بالعقل السليم والنقل الصحيح، فضلاً عن شموله لأبحاث فياضة تضم أنواعاً شتى من مسائل العلوم المختلفة، كما يعد من أطول التفاسير القديمة والحديثة، وأكثرها تفصيلاً وعرضاً للآراء، ومناقشة للمعتقدات والمذاهب المختلفة (١).

يقع تفسير الرازي في اثنين وثلاثين جزءًا في ستة عشر مجلدًا من القطع الكبير، مطبوعة ومتداولة بين أهل العلم، حيث يحظى بين دارسي القرآن بالشهرة الواسعة؛ نظرًا لما يشتمل عليه من أبحاث فياضة تضم أنواعًا شتى من مسائل العلوم المختلفة، كما يعد من أمهات كتب التفسير بالرأي (٢).


(١) يُنظر: «الرازي مفسرًا»، د/ محسن عبد المجيد، الطبعة الأولى، بغداد- دار الحرية للطباعة ١٩٧٤ م، (١/ ٥٣)
(٢) «الحديث النبوي في تفسير الفخر الرازي تحقيق ودراسة»، إسماعيل فهمي عبد اللاه، رسالة دكتوراة جامعة جنوب الوادي.

<<  <   >  >>