للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثاني

أوجه التشابه بين الإمامين الرازي والألوسي

في توجيه المتشابه اللفظي في القرآن الكريم

المطلب الأول

مسائل المتشابه اللفظي التي اتفق الإمامان على توجيهها في الحروف

اتفق الإمامان معًا في توجيه بعض مسائل المتشابه اللفظي في القرآن الكريم، خاصة أن الإمام الألوسي قد نقل توجيه بعض مسائل المتشابه اللفظي في القرآن الكريم من الإمام الرازي.

١ - في توجيه الفرق بين تقديم الحرف (في) في قوله تعالى: {لَا فِيهَا غَوْلٌ} (١) في سورة الصافات وتأخيره في سورة البقرة: {لَا رَيْبَ فِيه} (٢).

حيث قال الإمام الرازي: «لم قال هاهنا: {لَا رَيْبَ فِيهِ} وفي موضع آخر {لَا فِيهَا غَوْلٌ} (٣)؟

الجواب: لأنهم يقدمون الأهم فالأهم، وهاهنا الأهم نفي الريب بالكلية عن الكتاب، ولو قلت: لا فيه ريب لأوهم أن هناك كتاباً آخر حصل الريب فيه لا هاهنا، كما قصد في قوله: {لَا فِيهَا غَوْلٌ} تفضيل خمر الجنة على خمور الدنيا، فإنها لا تغتال العقول كما تغتالها خمرة الدنيا» (٤).

وقال الإمام الألوسي: «وإنما لم يقل سبحانه لا فيه ريب على حد {لَا فِيهَا غَوْلٌ}؛ لأن التقديم يشعر بما يبعد عن المراد وهو أن كتاباً غيره فيه الريب كما قصد فيه الآية تفضيل خمر الجنة على خمور الدنيا بأنها لا تغتال العقول كما تغتالها فليس فيها ما في غيرها من العيب قاله الزمخشري» (٥).


(١) سورة الصافات، الآية: (٤٧).
(٢) سورة البقرة، الآية: (٢).
(٣) سورة الصافات، الآية: (٤٧).
(٤) التفسير الكبير، (٢/ ٢١).
(٥) روح المعاني، (١/ ١١٠).

<<  <   >  >>