للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحق المنكر فالمراد به تأكيد العموم أي لم يكن هناك حق لا هذا الذي يعرفه المسلمون ولا غيره البتة» (١).

[ثانيا: أسلوب الإمام الرازي في التوجيه]

أ. يمتاز في أغلب المواضع بالإيجاز والسهولة والاختصار الذي لا يُشعر القارئ بالملل وأيضا يُحقق بُغيته في معرفة الفرق بين الموضعين،، لكنه قام باختصار بعض المسائل في حين أنها تحتاج إلى بسط، وهذا مما يؤخذ عليه.

والأمثلة على هذا كثيرة منها:

ما ذكره الإمام الرازي في تفسير قوله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ} (٢) قال: «أن الله تعالى قدم في هذه الآية قبول الشفاعة على أخذ الفدية وذكر هذه الآية في هذه السورة بعد العشرين والمائة وقدم قبول الفدية على ذكر الشفاعة فما الحكمة فيه؟ الجواب أن من ميله إلى حب المال أشد من ميله إلى علو النفس فإنه يقدم التمسك بالشافعين على إعطاء الفدية ومن كان بالعكس يقدم الفدية على الشفاعة ففائدة تغيير الترتيب الإشارة إلى هذين الصنفين» (٣).

وفي تفسير قول الله عز وجل {رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} (٤): يقول: «فإن قيل: لم قالوا في هذه الآية {إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَاد} وقالوا في تلك الآية {إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَاد} (٥). قلت: الفرق والله أعلم أن هذه الآية في مقام الهيبة، يعني أن


(١) التفسير الكبير، (٣/ ١١١).
(٢) سورة البقرة، الآية: (٤٨ (.
(٣) التفسير الكبير، (٣/ ٥٨).
(٤) سورة آل عمران، الآية: (٩).
(٥) سورة آل عمران، الآية: (١٩٤).

<<  <   >  >>