للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مثال: عند تفسير الإمام الألوسي لآيتي دخول القرية في سورتي البقرة والأعراف في الموضع الأول (سورة البقرة) تعقب آراء الإمام الرازي، ورجح آراء الزمخشري، ولكنه عند تفسير سورة الأعراف (الموضع الثاني) ذكر توجيهات آخرى للمتشابه، ونقل بعضها من الإمام الرازي (١) (الإمام الرازي أيضًا ذكر توجيهات للمتشابه بين الآيتين في سورة الأعراف مختلفة عنها في سورة البقرة وقد وضحت ذلك عند الحديث عن منهج الإمام الرازي، وسأقوم بالحديث عن ذلك بالتفصيل عند المقارنة بين الإمامين).

رابعًا: في بعض الأحيان يأتي بالمتشابه ولا يوجهه، ويرد العلم إلى الله.

مثال ذلك: عند تفسير قوله تعالى: {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} (٢) قال: «وفي حكاية التوبيخ ههنا بهذه العبارة وفي سورة الحجر بقوله تعالى: {قَالَ يإِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ الساجدين} (٣) وفي سورة ص بقوله سبحانه: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَىَّ} (٤) إشارة إلى أن اللعين أدمج في معصية واحدة غير واحدة وقد وبخ على كل من ذلك لكن اقتصر عند الحكاية في كل موطن على ما ذكر فيه اكتفاء بما ذكر في موطن آخر وإشعاراً بأن كل واحدة من هاتيك المعاصي كافية في التوبيخ و (إظهار) بطلان ما ارتكبه، وقد تركت حكاية التوبيخ رأساً في سورة البقرة وسورة بني إسرائيل وسورة الكهف وسورة طه والله تعالى أعلم بحكمة كل» (٥).


(١) يُنظر الموضع الأول (سورة البقرة): روح المعاني، (١/ ٢٦٨ - ٢٦٩)، الموضع الثاني (سورة الأعراف) روح المعاني، (٥/ ٨٣ - ٨٤).
(٢) سورة الأعراف، الآية: (١٢).
(٣) سورة الحجر، الآية: (٣٢).
(٤) سورة ص، الآية: (٧٥).
(٥) روح المعاني، (٤/ ٣٢٩).

<<  <   >  >>