للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أيضًا ذكر الإمام الألوسي رأي الإمام الأنصاري في الفرق بين (فكلوا - وكلوا) بين سورتي البقرة والأعراف (١)، وتقديم (نوح) وتأخيره بين آيتي سورتي الأحزاب والشورى (٢).

اتفق مع الإمام ابن جماعة في توجيه الفرق بين (أنزلنا - أرسلنا)، (يظلمون - يفسقون) بين سورتي البقرة والأعراف (٣).

اتفق مع الأئمة (الكرماني، ابن الزبير، الأنصاري) في توجيه الفرق بين (أمنتم به - أمنتم له) بين سورتي الأعراف والشعراء (٤).

ثالثًا: أثره في المعاصرين:

تأثر بعض المعاصرين بالإمام الألوسي في توجيه بعض مسائل المتشابه اللفظي في القرآن الكريم كالسامرائي.

مثال: يقول د/ فاضل السامرائي في قوله تعالى (ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ (١٥) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (١٦)) (٥): (جاء في "روح المعاني": " ولما تضمنت الجملة السابقة المبالغة في أنه تعالى شأنه أحكم خلق الإنسان وأتقنه، بالغ سبحانه - عز وجل - في تأكيد الجملة الدالة على موته، مع أنه غير منكر لما أن ذلك سبب لاستبعاد العقل إياه، أشد استبعاد حتى يوشك أن ينكر وقوعه من لم يشاهده، وسمع أن الله -جل جلاله - أحكم خلق الإنسان وأتقنه غاية الإتقان، وهذا وجه دقيق لزيادة التأكيد في الجملة الدالة على الموت، وعدم زيادته في الجملة الدالة على البعث.

وقيل إنما بولغ في القرينة الأولى لتمادي المخاطبين في الغفلة، فكأنهم نزلوا منزلة المنكرين لذلك وأخليت الثانية لوضوح أدلتها وسطوع براهينها. وربما يقال: إن شدة كراهة الموت طبعا التي لا يكاد


(١) يُنظر نص المسألة: روح المعاني، (٥/ ٨٤)، فتح الرحمن بكشف ما يلتبس من القرآن (ص: ٢٦).
(٢) قوله تعالى: {مِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ} في سورة الأحزاب، الآية: (٧)، وقوله تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا} سورة الشورى، الآية: (١٣)، يُنظر نص المسألة: روح المعاني، (١١/ ١٥٢)، فتح الرحمن بكشف ما يلتبس من القرآن (ص: ٤٥٨).
(٣) يُنظر نص المسألتين: روح المعاني، (٥/ ٨٣)، كشف المعاني في المتشابه من المثاني (ص: ٩٨).
(٤) يُنظر نص المسألة: روح المعاني، (٥/ ٢٧)، البرهان في توجيه متشابه القرآن (ص: ٦٩)، ملاك التأويل (١/ ٥٧٠)، فتح الرحمن بكشف ما يلتبس من القرآن (ص: ٢٠٥).
(٥) سورة المؤمنون الآيتان: ١٥ - ١٦

<<  <   >  >>