للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطلب الثاني

مسائل المتشابه اللفظي التي اختلف الإمامان في توجيهها في اللفظ والتركيب

١ - عند تفسير الإمام الألوسي لآية الأمر بدخول القرية في سورة البقرة تعقب آراء الإمام الرازي في العشر مسائل بين الآيتين (في سورتي البقرة والأعراف)، ولم يتفق معه، ورجح آراء الزمخشري (١).

وقد قام د/ محمد نصيف بمناقشة آراء الإمامين في العشر مسائل بين الآيتين، وذكر آراء علماء آخرين، ورجح بينهما في بحث نفيس، فميكنك الرجوع إليه للمزيد (٢).

٢ - اختلف الإمامان في توجيه الفرق بين (أنزل- نزّل):

حيث قال الإمام الرازي: «قد ذكرنا في تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مّمَّا نَزَّلْنَا على عَبْدِنَا} (٣) أن التنزيل مختص بالنزول على سبيل التدريج، والإنزال مختص بما يكون النزول فيه دفعة واحدة، ولهذا قال الله تعالى: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الكتاب بالحق مُصَدّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التوراة والإنجيل} إذا ثبت هذا فنقول: لما كان المراد هاهنا من قوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الذي أُنْزِلَ فِيهِ القرآن} أنزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، لا جرم ذكره بلفظ الإنزال دون التنزيل، وهذا يدل على أن هذا القول راجح على سائر الأقوال» (٤).

وقال الإمام الألوسي عند تفسير قول الله تعالى: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ} (٥): «والتعبير بأنزل فيهما للإشارة إلى أنه لم يكن لهما إلا نزول واحد وهذا بخلاف القرآن فإن له نزولين، نزول من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من سماء الدنيا جملة واحدة، ونزول من ذلك إليه صلى الله عليه وسلم منجماً في ثلاث وعشرين سنة على


(١) يُنظر نص المسألة: روح المعاني، (١/ ٢٦٨ - ٢٦٩)، وسبق ذكر المسألة في البحث (ص ١٣٥ - ١٣٧).
(٢) تعقبات الألوسي على توجيهات الرازي للمتشابه اللفظي في آيات الأمر بدخول القرية، (ص: ١٨٥ - ٢١٨).
(٣) سورة البقرة، الآية: (٢٣).
(٤) التفسير الكبير، (٥/ ٩٣، ٩٤).
(٥) سورة آل عمران، الآية: (٣).

<<  <   >  >>