للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على الكفرة فيما يزعمونه من إنكار الآخرة والحصر السابق وليس في اعتقادهم لجهلهم إلا ما عجل من المسرة بزخرف الدنيا الفانية قدم اللعب الدال على ذلك وتمم باللهو أو لما طلبوا الفرح بها وكان مطمح نظرهم وصرف الهم لازم وتابع له قدم ما قدم أو لما أقبلوا على الباطل في أكثر أقوالهم وأفعالهم قدم ما يدل على ذلك أو لما كان التقديم مقدماً على الترك والنسيان قدم اللعب على اللهو رعاية للترتيب الخارجي، وأما في العنكبوت فالمقام لذكر قصر مدة الحياة الدنيا بالقياس إلى الآخرة وتحقيرها بالنسبة إليها» (١).

فقد صرح الإمام الألوسي بكتاب «درة التنزيل» وقام باختصار رأي الإمام الإسكافي (٢).

الثانية: عند تفسير قول الله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} (٣).

قال: «قيل في الأول أفلا تسمعون أي سماع فهم وفي الثاني أفلا تبصرون أي ما أنتم عليه من الخطأ ليطابق كل من التذييلين الكلام السابق من التشديد والتوبيخ، وذكر في حاصل المعنى ما ذكرناه أولاً ثم قال: وفيه أن دلالة النص أولى وأقدم من العقل، وصاحب الكشف قرر العبارة بما سمعت وذكر أن ذلك لا ينافي ما في المعالم بل يؤكده ويبين فائدة التوبيخين، ونقل الطيبي عن الراغب في غرة التنزيل أنه قال: إن نسخ الليل بالنير الأعظم أبلغ في المنافع وأضمن للمصالح من نسخ النهار بالليل، ألا ترى أن الجنة نهارها دائم لا ليل معه لاستغناء أهلها عن الاستراحة فتقديم ذكر الليل لانكشافه عن النهار الذي هو أجدى من تفاريق العصا ومنافع ضوء شمسه أكثر من أن تحصى أحق وأولى» (٤).

فقد أشار الإمام الألوسي إلى كتاب درة التنزيل وغرة التأويل بقوله: (ونقل الطيبي عن الراغب في غرة التنزيل)، وقد نسب غرة التنزيل إلى الراغب، وقد وقع خلاف في نسبة كتاب درة التنزيل وغرة التأويل للعلامة الإسكافي، فقيل إن كتاب درة التنزيل وغرة التأويل منسوب للعلامة الإسكافي، وقيل إنه منسوب للراغب الأصفهاني، وقيل إنه منسوب إلى الإمام فخر الدين الرازي،


(١) روح المعاني، (٤/ ١٢٦).
(٢) يُنظر توجيه الإمام الإسكافي للمسألة: درة التنزيل وغرة التأويل، (٢ من/ ٥١٦ - ٥٢٢).
(٣) سورة القصص، الآية: (٧٢).
(٤) روح المعاني، (١٠/ ٣١٤).

<<  <   >  >>