للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد تناول د/ مصطفى آيدين محقق درة التنزيل هذه المسألة بالتفصيل ونقل جميع الآراء وأثبت بالأدلة نسبة كتاب درة التنزيل للعلامة الإسكافي (١).

وما قاله الإمام الألوسي (عن الطيبي عن الراغب في غرة التنزيل) هو نص ما ذكره العلامة الإسكافي في درة التنزيل.

قال الإمام الإسكافي: «والجواب عن ذلك أن يقال: إن نسخ الليل بالنير الأعظم أبلغ في المنافع وأضمن للمصالح من نسخ النهار بالليل ألا ترى أن الجنة نهارها دائم لا ليل معه» (٢).

الثالثة: عند تفسير قول الله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} (٣).

قال: «ونقل عن الراغب ما يدل على أن المقام في هذه الآية مقام الضمير حيث ذكر عنه أنه قال في «درة التنزيل»: إنه تعالى قال ههنا {ذُوقُوا عَذَابَ النار الذي كُنتُمْ بِهِ تُكَذّبُونَ} وقال سبحانه في آية أخرى: {عَذَابَ النار التى كُنْتُمْ بِهَا تُكَذّبُونَ} (٤) فذكر جل وعلا ههنا وأنث سبحانه هناك والسر في ذلك أن النار ههنا وقعت موقع الضمير والضمير لا يوصف فأجرى الوصف على العذاب المضاف إليها وهو مذكر وفي تلك الآية لم يجر ذكر النار في سياقها فلم تقع النار موقع الضمير فأجرى الوصف عليها وهي مؤنثة دون العذاب فتأمل» (٥).

فقد صرح الإمام الألوسي بكتاب «درة التنزيل»، وقام باختصار رأي الإمام الإسكافي (٦).

وقد اتفق الإمام الألوسي مع باقي علماء المتشابه اللفظي في توجيه بعض مسائل المتشابه اللفظي في القرآن الكريم.


(١) يُنظر: درة التنزيل وغرة التأويل، (٢/ ٩٣ - ١٣٣).
(٢) يُنظر نص المسألة بالكامل: درة التنزيل وغرة التأويل، (٣/ ٩٩٣، ٩٩٤).
(٣) سورة السجدة، الآية: (٢٠).
(٤) سورة سبأ، الآية: (٤٢).
(٥) روح المعاني، (١١/ ١٣٢).
(٦) يُنظر توجيه الإمام الإسكافي للمسألة: درة التنزيل وغرة التأويل، (٣/ ١٠٦٦ - ١٠٦٧).

<<  <   >  >>