للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وظهر هذا الاتجاه مع ظهور الطاعنين والقائلين بالتكرار في النص القرآني.

فقد ذكر الإمام الإسكافي (أول من صنف كتابًا مستقلًا في توجيه المتشابه اللفظي) أن من أسباب تأليفه لدرة التنزيل: ((" ولطعن الجاحدين ردًا، ولمسلك الملحدين سدًا " وفي نهاية الكتاب يقول: " هذا آخر ما تكلمنا عليه من الآيات التي يقصد الملحدون التطرق منها إلى عيبها)) (١)

وقد مر علم المتشابه اللفظي بعدة مراحل حتى وصل إلى مرحلة التوجيه ومعرفة سبب اختلاف المواضع، وقد قامت عدة محاولات اجتهادية لمعرفة المراحل المختلفة التي مر بها علم المتشابه اللفظي.

قال الدكتور محمد البركة: «إن القول في تقسيم علم من العلوم إلى مراحل متغايرة قول اجتهادي، يختلف باختلاف الباحثين، ومدى اطلاعهم وسبرهم لذلك العلم. وعلى كل فالأمر فيه واسع، وليس في ذلك قول فصل يُذعن له كل أحد» (٢).

ومن هذه المحاولات الاجتهادية:

وضع آيدين محقق الدرة تصورًا لمراحل نشأة علم المتشابه اللفظي وتطورها ولخصها في أربع مراحل وها هي بإيجاز شديد:

١ – النشأة والتأليف وذكر فيها كتاب الكسائي: (متشابه القرآن)، وكتاب ابن المنادي: (متشابه القرآن العظيم).

٢ – التوسع في هذا الباب والتأليف.

٣ - حصر المتشابهات على أساس كل سورة سورة بحسب ترتيب المصحف.

٤ - توجيه الأسباب وبيان السبب (٣).

كما قام أحد الباحثين بالتوسع في تقسيم المراحل التي مر بها علم المتشابه اللفظي وخَلُص في بحثه إلى تقسيمها إلى سبع مراحل:


(١) يُنظر: «درة التنزيل وغرة التأويل»، تحقيق ودراسة مصطفى آيدين، (١/ ١٣٨) ط ١، جامعة أم القرى، مكة المكرمة.
(٢) «المتشابه اللفظي في القرآن الكريم وتوجيهه دراسة موضوعية»، لمحمد البركة، (١/ ٨٨)، رسالة ماجستير، جامعة الإمام محمد بن سعود.
(٣) يُنظر: «درة التنزيل وغرة التأويل»، تحقيق ودراسة مصطفى آيدين، (١/ ٦٤ - ٦٨) ط ١، جامعة أم القرى، مكة المكرمة.

<<  <   >  >>