للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الظاهر. وإذا كان كذلك جاز أن يقع الضمير عنها تارة على وجه التذكير وأخرى على وجه التأنيث». (١)

٣ - توجيه الفرق بين إبدال قوله تعالى: {فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ} (٢)، بقوله تعالى: {وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ} (٣).

قال الإمام الرازي: «لم جعل خاتمة الآية الأولى (فريضة من الله) وخاتمة هذه الآية (وصية من الله) الجواب: أن لفظ الفرض أقوى وآكد من لفظ الوصية، فختم شرح ميراث الأولاد بذكر الفريضة، وختم شرح ميراث الكلالة بالوصية ليدل على الكل، وإن كان واجب الرعاية إلا أن القسم الأول وهو رعاية حال الأولاد أولى، ثم قال (والله عليم حليم) أي عليم بمن جار أو عدل في وصيته، (حليم) على الجائر لا يعاجله بالعقوبة، وهذا وعيد والله أعلم» (٤).

٤ - انفرد الإمام الرازي بمقارنة آيتي البقرة وآل عمران قوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (٥).

وقوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَاب} (٦).

قال الإمام الرازي: «واعلم أنه تعالى ذكر هذه الآية في سورة البقرة، وذكرها هنا أيضا وهاهنا اكتفى بذكر هذه الأنواع الثلاثة: وهي السموات والأرض، والليل والنهار، فهذه أسئلة ثلاثة:

السؤال الأول: ما الفائدة في إعادة الآية الواحدة باللفظ الواحد في سورتين؟


(١) التفسير الكبير، (١٢/ ١٣٤).
(٢) سورة النساء، الآية: (١١).
(٣) سورة النساء، الآية: (١٢).
(٤) التفسير الكبير، (٩/ ٢٣٤).
(٥) سورة البقرة، الآية: (١٦٤).
(٦) سورة آل عمران، الآية: (١٩٠).

<<  <   >  >>