للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العفو وصفاء القلب في مغفرة الله له، كما بينها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله:

((ثلاث من لم يكن فيه غفر له ما سواه لمن شاء: من مات لا يشرك بالله

شيئا، ولم يكن ساحرا بتبع السحرة، ولم يحقد على أخيه (١).

[يلقاهم بوجه طليق]

وإنه لحري بالمسلم بعد هذا كله أن يكون نقي السريرة، صافي القلب، بش الوجه، طلق المحيا، مفتر الأسارير، لا يلقى إخوانه إلا متهللا مبتسما كما أراد سول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله:

((لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق)) (٢).

فبشاشة الوجه خليقة حسنة حض عليها الإسلام، وجعلها من الأعمال الصالحات التي تكسب صاحبها المثوبة والأجر؛ لأن الوجه الطليق الصافي مرآة القلب النظيف الصافي، وهذا الصفاء في المظهر والمخبر من خلائق الإسلام الجلية في المسلمين الصادقين.

ومن هنا كان من هدي الرسول الكريم:

((تبسمك في وجه أخيك صدقة)) (٣).

وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يبش دوما في وجوه أصحابه، فما يكاد يقع بصره على أحد منهم إلا تبسم له، يشهد لذلك الحديث الذي رواه الشيخان عن الصحابي الجليل جرير بن عبد الله البجلي: ((ما حجبني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم)).


(١) أخرجه البخاري في الأدب المفرد.
(٢) رواه مسلم.
(٣) رواه الترمذي، وقال: حسن غريب.

<<  <   >  >>