((آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان)) (١). وفي رواية لمسلم:((وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم)).
إن حسن إسلام المرء لا تؤكده العبادات التي يقوم بها من صيام وصلاة وحج فحسب، كما أسلفت، وإنما تؤكده نفسية الإنسان التي انفعلت بتعاليم الإسلام، وارتشفت من رحيق هداه، حتى غدت تنضح بشذا أخلاقه العالية، وقيمه الرفيعة، وأحكامه السمحة، فتراها وقافة عند حدود الله، ملتزمة أمره، مجتنبة نهيه، منصاعة لهداه في كل شيء.
ومن هنا ينتفي من حياة المسلم الحق الصادق الكذب والإخلاف بالوعد وخيانة العهود والمواثيق، لأنها منافية لخلق الإسلام، ولا توجد إلا في أخلاق المنافقين.
ألا فليعلم تلك الحقيقة المرة كثير من التجار والصناع والموظفين، الذين يعدون الناس بإنجاز أعمالهم في وقت محدد، ثم يخلفون المواعيد، وليعلمها أولئك الذين يتعاهدون على أمر، ثم ينقضون ما تعاهدوا عليه، وكذلك الذين يؤتمنون على مال أو سر أو ورثة أو غير ذلك، ثم يخونون الأمانة. ليعلم هؤلاء جميعا أنهم في زمرة المنافقين، ولو صاموا وصلوا وزعموا أنهم مسلمون، وإن المنافقين في الدرك الأسفل من النار.
[حسن الخلق]
والمسلم الحق حسن الخلق، موطأ الكنف، لين القول، عملا بهدي الإسلام، وتأسيا بالنبي عليه الصلاة والسلام.