للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

((خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطبة حتى أسمع العواتق في خدورهن فقال:

يا معشر من آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تؤذوا المؤمنين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم هتك الله ستره، ومن يتتبع عورته يفضحة، ولو في جوف بيته)) (١).

لقد بلغ من شدة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على هؤلاء المتساهلين في النيل من أعراض الناس أن خاطبهم بقوله:

((يا معشر من آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمان قلبه)).

فما أعظمه من إثم اقترفه هؤلاء حتى كانوا في زمرة الذين خوت قلوبهم

من نعمة الإيمان! إنه لإثم كبير، يحسبونه هينا، وهو عند الله عظيم.

[لا يتدخل فيما لا يعنيه]

إن المسلم الحصيف الحريص على حسن إسلامه، المتطلع إلى مرضاة ربه، لا يتدخل فيما لا يعنيه، ولا يدس أنفه في شؤون الناس الخاصة، ولا يخوض في مهاترات حول ما يقال عنهم وما يشاع؟ وإنه إذ يجتنب ذلك، ليعتقد أنه يستمسك بخلق الإسلام الرصين الذي رفع الإنسان عن هذه التفاهات الفارغة، واللغط الأهوج، والثرثرة الرخيصة:

((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)) (٢).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

((ان الله تعالى يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا. يرضى لكم: أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. ويكره


(١) رواه الطبراني ورجاله ثقات.
(٢) أخرجه الترمذي وابن ماجه. وهو صحيح بشواهده.

<<  <   >  >>