للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رضي، وإن لم يعط لم يرضى)) (١).

ولا ريب أن الدعاة إلى الله في منجاة من هذا المنزلق وعصمة، بما أحاطوا به أنفسهم من هدي هذا الدين العظيم، وبأخذهم بنظرية الاعتدال والوسط التي جاءت بها تشريعاته السمحة الغراء.

[ب - عقله]

[العلم عند المسلم فريضة وشرف]

يعتقد المسلم أن تعهد العقل بالعلم، واستخدامه في الكشف عن آلاء الله في الكون فريضة؛ لقول الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -.

((طلب العلم فريضة على كل مسلم)) (٢).

ومن هنا كان فرضا عليه أن يقبل على تعهد عقله بالعلم والمعرفة تعهدا دائما، لا يقف ما دامت أنفاس الحياة تتردد في صدره، ونبضها يدفع الدم في عروقه.

وحسب المسلم تشجيعا على طلب العلم أن الله تبارك وتعالى رفع من شأن العلماء، فخصهم بخشيته وتقواه، وجعل ذلك الشرف مقصورا عليهم دون سائر الناس، فقال:

{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (٣).

فما يخشى الله حق خشيته إلا الذين استنار فكرهم، وتجلت لهم قدرة الله وعظمته في خلق الكون والحياة والأحياء، وهم العلماء.


(١) رواه البخاري.
(٢) حديث حسن، رواه ابن ماجه.
(٣) فاطر: ٢٨.

<<  <   >  >>