للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحدهما، ولم يشمت الآخر، فقال الذي لم يشمته: عطس فلان فشمته، وعطست فلم تشمتني؟ فقال: ((هذا حمد الله، وإنك لم تحمد الله)) (١).

ومن استعراض هذه الصيغ التي حض النبي - صلى الله عليه وسلم - على قولها في العطاس يبرز الغرض الكبير منها في ذكر الله وحمده، وتعزيز وشائج الإخاء والمودة والتصافي بين المسلمين؛ فالعاطس يحمد الله على تفريج ما اعتمل في رأسه من تحسسات وتفاعلات وتهيجات، والسامع يدعو له بالرحمة إذا سمعه يحمد الله، وحامد الله يستحق دوما رحمة الله، فيقابل العاطس دعاء مشمته بدعاء أطول منه وأشمل، يفيض بمعاني الخير والمحبة والود والإيناس.

وهكذا يوجه الإسلام الحوادث العفوية العابرة في حياة المسلمين ليتخذ

منها مناسبات تذكر المسلمين بربهم، وتطلق ألسنتهم بحمده، وتعزز في نفوسهم وشائج الأخوة والمودة والتراحم.

ومن أدب العطاس أن يضع الإنسان يده على فمه، ويخفض صوته ما استطاع، وهذا ما كان يفعله الرسول الكريم حين العطاس.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه، وخفض -أو غض- بها صوته. شك الراوي)) (٢).

[لا يحد نظره في بيت غيره]

ومن أدب المسلم في المجالس أنه لا يحد نظره في بيت جليسه، ولا ينقب عن العورات فيه؛ فذلك ليس من خلق المسلم الحيي الستير المؤدب.


(١) متفق عليه.
(٢) رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

<<  <   >  >>