للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٥ - المسلم مع أولاده

[تمهيد]

الأولاد قرة عين الإنسان في حياته، وبهجته في عمره، وأنسه في عيشه، بهم تحلو الحياة، وعليهم بعد الله تعلق الآمال، وببركتهم يستجلب الرزق، وتتنزل الرحمة، ويضاعف الأجر.

بيد أن هذا كله منوط بحسن تربية الأولاد، وتنشئتهم النشأة الصالحة التي تجعل منهم عناصر خير، وعوامل بر، ومصادر سعادة. فإن توافر للإنسان في أولاده هذا كله كانوا بحق زينة الحياة الدنيا، كما وصفهم الله عز وجل بقوله: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} (١).

ولهذا كان من دعوات النبي الصالحات لمن يحب: الإكثار من المال والولد؛ فقد روى أنس رضي الله عنه أنه دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومعه أمه وخالته، فصلى بهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم دعا لهم بكل خير. فقالت أم أنس: يا رسول الله، خويدمك، ادع الله له، فدعا له بكل خير، وقال في آخر دعائه: ((اللهم أكثر ماله وولده وبارك له)) (٢).

أما إذا غفل الوالدان عن تربية الأولاد وتوجيههم الوجهة الصالحة كانوا بلاء ونكدا وعنتا وشقاء وهما واصبا، وراءه السهر في الليل والتعب في النهار.


(١) الكهف: ٤٦.
(٢) رواه البخاري ومسلم.

<<  <   >  >>