((إذا اجتمع المسلمان فتذاكرا غفر الله لأبشهما وجها)).
ولذلك كان من عادة الصحابة الكرام الذي كان هدي الرسول - صلى الله عليه وسلم - في نفوسهم حيا طريا أن يتصافحوا إذا تلاقوا وإذا قدموا من سفر تعانقوا، وفي ذلك إشاعة للمحبة الود بين الإخوة المتلاقين. ويروي ابن سعد في طبقاته (١) عن الشعبي قال: لما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خيبر تلقاه جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، فالتزمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقبل ما بين عينيه، وقال: ما أدري بأيهما أنا أفرح، بقدوم جعفر أو بفتح خيبر. وزاد في رواية أخرى: وضمه إليه واعتنقه.
لقد حبب الإسلام إفشاء السلام، والمصافحة والمعانقة، عند تلاقي الإخوة، لتبقى أسباب الود بين القلوب معقودة الأواصر، ولتزداد وشائج الأخوة بين المؤمنين صلابة وقوة، وبذلك يستطيع المجتمع المسلم أن يعيش إسلامه، وينهض بتكاليف رسالته في الحياة.
[ينصح لهم]
والمسلم الصادق ناصح لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
((الدين النصيحة)) قلنا: لمن؟ قال:((لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم))، فلا عجب أن يكون ناصحا لإخوانه، لا يخدعهم ولا يغشهم. والنصيحة في حس المسلم المرهف من أمهات قواعد الإسلام التي
كان المؤمنون الأولون يبايعون رسول الله عليها، يؤكد ذلك قول جرير بن