للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنها مسحه جسم المريض بيده اليمنى والدعاء للمريض، كما تروي السيدة عائشة رضي الله عنها قائلة:

((كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعود بعض أهله فيمسح بيد اليمنى ويقول: اللهم رب الناس أذهب البأس (١)، أشف، أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما)) (٢).

وعن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل على أعرابي يعوده، وكان إذا دخل على من يعوده قال:

((لا بأس، طهور (٣) إن شاء الله)) (٤).

ولقد تناقلت أجيال المسلمين هذه السنة الحميدة في عيادة المريض، وبقيت في حياة المسلمين الاجتماعية عنوانا على تواصلهم، وتوادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم، وتكافلهم، تجبر كسر المهيض، وتكفكف عبرة المحزون، وتجلو غاشية الكرب، وتقشع سدفة اليأس، وتصل حبل الود، وتوثق عرى الأخوة، وتفجر نبعة الوفاء، وتطلق بسمة الرجاء.

[يشهد الجنازة]

والمسلم التقي الواعي يشهد الجنازة في مجتمعه، ويشيعها، امتثالا لأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القائل:

((حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس)) (٥).


(١) أي المرض.
(٢) متفق عليه.
(٣) أي مرضك مطهر لذنبك.
(٤) رواه البخاري.
(٥) متفق عليه.

<<  <   >  >>