للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس، فقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور، فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت)) (١).

[يجتنب ظن السوء]

ومن خلائق المسلم الحق أنه لا يظن بالناس ظن السوء، ولا يسمح لنفسه أن يطلق لها عنان الخيال والتصورات التي تصم الناس بالعيب، وتنسب إليهم التهم، وهم منها برآء، وذلك عملا بقوله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} (٢).

ولقد اشتد الهدي النبوي الكريم في التحذير من الظن ورجم الناس بالغيب بعيدا عن الحقيقة واليقين، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -.

((إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث)) (٣).

لقد عد النبي - صلى الله عليه وسلم - الظن أكذب الحديث، والمسلم الحق الصادق لا يجري على لسانه حديث فيه رائحة الكذب، فكيف يقع في أكذب الحديث!؟ والهدي النبوي العالي، إذ يحذر من الظن، ويعده كذب الحديث، يوجه المسلمين إلى الأخذ بالظاهر من أعمال الناس، والبعد عن رميهم بالظنون والشكوك والأقاويل والأوهام، فليس من خلق المسلم ولا من شأنه أن يكشف عن سرائر الناس ويغوص في خصوصياتهم، ويخوض في أعراضهم، فالسرائر يعلم خبيئها، ويكشف عنها، ويحاسب عليها الإله الذي يعلم السر وأخفى. أما الإنسان فليس له من أخيه إلا الظاهر من عمله، وهذا ما كان عليه


(١) متفق عليه.
(٢) الحجرات: ١٢.
(٣) متفق عليه.

<<  <   >  >>