للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[يجتنب معهم الجدل والمزاح المؤذي والإخلاف بالوعد]

ومن خلائق المسلم الحق أنه لا يعنت إخوانه وأصدقاءه بالجدل العقيم، ولا يثقل عليهم بالمزاح المؤذي، ولا يخلفهم موعدا وعدهم إياه، مستهديا في ذلك كله بهدي الرسول الكريم القائل:

((لا تمار أخاك (١)، ولا تمازحه (٢)، ولا تعده موعدا فتخلفه)) (٣).

ذلك أن المراء لا يأتي بخير، والمزاح المؤذي كثيرا ما يؤول إلى النفور والكراهية وسقوط المهابة، والإخلاف بالوعد يكدر النفس وينزع المحبة من القلب. والمسلم الصادق بعيد عن هذا كله.

[كريم يؤثر إخوانه على نفسه]

والمسلم الحق كريم جواد، يده مبسوطة سخاء على إخوانه وأصدقائه، وبدهي أن إخوانه وأصدقاءه كافة من المؤمنين الأتقياء، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

((لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي)) (٤).

ومن هنا كان المسلم الواعي بصيرا بمواطن الكرم ومناسباته ودواعيه؛ فهو لا يغدق أمواله بسخاء، ولا يحتفي إلا بإخوانه وأصدقائه المؤمنين الأتقياء، ولا يرضى أن يكون بقرة حلوبا لسفلة القوم من الملحدين الطغام اتقاء شرهم، أو تألفا لهم إن كانوا من أصحاب النفوذ، الذين لا يتورعون عن استغلال بعض المتدينين السذج الأجواد، فتراهم مصطفين على موائدهم


(١) أي لا تجادله مخاصما.
(٢) أي لا تفرط في المزاح.
(٣) أخرجه البخاري في الأدب المفرد.
(٤) رواه أبو داود والترمذي بإسناد حسن.

<<  <   >  >>