للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النبى - صلى الله عليه وسلم - محتاجا إليها، ثم سألته وعلمت أنه لا يرد سائلا، فقال: إني والله ما سألته لألبسها، إنما سألته لتكون كفني. قال سهل: فكانت كفنه)) (١).

وكم كان صلوات الله عليه يطيب نفسا إذ يرى ثمرات غرسه في الإيثار

تؤتي أكلها في حياة المسلمين، إذا ما دعا إليه داع من جدب أو إقلال، فيعبر عن ذلك بقوله:

((إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد، ثم اقتسموا بينهم في إناء واحد بالسوية، فهم مني وأنا منهم)) (٢).

[ينفس عن المعسر]

والمسلم الحق سمح، حسن المعاملة، رضي الخلق، يبادر إلى التنفيس عن المعسر، عملا بقوله تعالى:

{وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} (٣).

ذلك أن الإسلام يريد من المسلم أن يكون إنسانا قبل أن يكون صاحب

حق، فإذا ما آنس من أخيه المدين عسرة مطبقة عليه، عذره، وقدر الضيق الذي هو فيه، وأنظره إلى أجل آخر، أو وضع عنه من الدين. وهو إذ يفعل ذلك إنما يمتثل أمر ربه، ويقدم بين يديه عملا صالحا ينجيه من كرب يوم القيامة، ويظله بظل العرش العظيم يوم لا ظل إلاظله:

عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمول:


(١) رواه البخاري.
(٢) متفق عليه.
(٣) البقرة: ٢٨٠.

<<  <   >  >>