والنصيحة والاستقامة وصفاء السريرة، وغير ذلك من مكارم الأخلاق.
بيد أن الباحث المستقصي نصوص التوجيه الاجتماعي في الإسلام، يجد نفسه أمام حشد كبير جدا من النصوص التي تحض على كل خلق من هذه الأخلاق الاجتماعية الرفيعة، مما يدل على عناية الإسلام البالغة في تكوين شخصية المسلم الاجتماعية تكوينا دقيقا، لا يكتفي بالعموميات، بل يقف عند كل جزئية من الجزئيات الخلقية التي تكون جانبا من جوانب الشخصية الاجتماعية المتكاملة. وهذا الاستيعاب والشمول لم يتوافرا في منهج من مناهج التربية الاجتماعية توافرهما في منهج هذا الدين.
ولا مناص للباحث من الوقوف عند هذه النصوص جميعا، والإلمام بما تضمنته من هدي وتوجيه وتشريع، ليستطيع تجلية الشخصية الاجتماعية الراقية التي تميز بها المسلم التقي الواعي وتفرد.
ولقد وقفنا فيما سلف عند بعض هذه النصوص التي جفت جوانب من شخصية المسلم المستجيب لهدي دينه، الوقاف عند أمر ربه ونهيه، وتبين لنا من خلالها أن المسلم الحق صادق، وفي، لا يغش، ولا يخدع، ولا يغدر، ولا يخون، ولا يحسد، حسن الخلق مع الناس جميعا.
وها نحن أولاء نمضي مع النصوص الأخرى الكثيرة التي تصوغ شخصية المسلم الاجتماعية، وتحدد طابعها المتميز في شتى النواحي، ومنها أنه:
[متصف بالحياء]
فالمسلم الحق يتصف بالحياء تأسيا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - الذي كان المثل الأعلى في الحياء، يشهد لذلك قول الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: