للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لكم: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال)) (١).

إن المجتمع الرباني الذي ينشئه الإسلام، لا مجال فيه لقيل وقال، وكثرة السؤال، والتدخل في شؤون الناس الخاصة، لأن أفراده مشغولون بما هو أجل وأكبر، إنهم مشغولون بتحقيق كلمة الله في الأرض، ورفع راياته فوق الربوع، ونشر قيمه بين الناس، والذين ينهضون بهذه الأعمال الجسام، لا يجدون وقتا للخوض في تلك الآثام.

[بعيد عن الغيبة والنميمة]

ومن هنا كان المسلم بعيدا عن الغيبة والنميمة؛ لأنه، بحكم تنشئته وتكوينه على قيم الإسلام وأخلاته، منصرف عن هذه التفاهات إلى الأمور الجلى في الحياة، مصغ دوما إلى الهدي العالي من كتاب الله - صلى الله عليه وسلم - سنة رسوله، يأخذ بما يأمر به هذا الهدي، ويدع ما نهى عنه.

إنه ليقرأ قول الله تبارك وتعالى: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} (٢)، فتمتلىء نفسه نفورا من الغيبة وكراهية؛ إذا يرى صورة المغتاب يأكل لحم أخيه ميتا، فإذا هو يسارع إلى التوبة التي ذيل الله بها الآية، حضا لمن وقع في الغيبة على المسارعة إلى التوبة منها.

ويصغي إلى الهدي النبوي الكريم يجيب على سؤال سائل: أي المسلمين أفضل يا رسول الله؟ فيكون الجواب:

((من سلم المسلمون من لسانه ويده)) (٣).


(١) رواه مسلم.
(٢) الحجرات: ١٢.
(٣) رواه مسلم.

<<  <   >  >>