للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما الشرب على دفعتين أو ثلاث، فهو ما كان عليه الرسول الكريم، كما أخبر بذلك أنس رضي الله عنه بقوله: ((كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتنفس في الشراب (١) ثلاثا)) (٢).

ولقد نهى الرسول الكريم عن الشرب دفعة واحدة بقوله:

((لا تشربوا واحدا كشرب البعير، ولكن اشربوا مثنى وثلاث، وسموا إذا

أنتم شربتم، واحمدوا إذا أنتم رفعتم)) (٣).

ونهى عن النفخ في الشراب، وجاء ذلك في حديث أبي سعيد الخدري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن النفخ في الشراب، فقال رجل: أرى القذاة فيه، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((فأهرقها)) قال: ((إني لا أروى من نفس واحد، فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((فأبن القدح عن فيك ثم تنفس)) (٤).

ومن استعراض الأحاديث الواردة في أدب الشراب يتبين أن الأحسن صنعا والأمثل طريقة ألا يشرب المسلم المهذب من فم السقاء ما أمكنه ذلك، وأن يشرب قاعدا ما استطاع إلى ذلك سبيلا، فذلك أمثل وأكمل وأفضل، كما تدل على ذلك الأحاديث الواردة في هذا الموضوع، وإن كان الشرب من فم السقاء وفي حالة القيام جائزين؛ لأن الرسول الكريم شرب في هذه الحالات جميعا.

[يفشي السلام]

ومن أدب المسلم الاجتماعي المميز إفشاؤه السلام. وإفشاء السلام في الإسلام ليس تقليدا اجتماعيا، تعاور على وضعه وتنظيمه البشر في عصورهم


(١) أي يتنفس خارخ الإناء.
(٢) متفق عليه.
(٣) رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
(٤) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

<<  <   >  >>