للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المختلفة، فهو يتغير ويتطور تبعا للبيئة الاجتماعية والعصر الذي وضع فيه، وإنما هو أدب محدد منظم أصيل، أمر به رب العزة في كتابه الحكيم، ونظمه ووضع قواعده الرسول الكريم في أحاديثه الثرة الغزيرة التي أفردها المحدثون بباب مستقل سموه (كتاب السلام)، أو (باب السلام).

لقد أمر الله تعالى المؤنين بالسلام في محكم كتابه فقال:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا (١) وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا} (٢).

وأمر برد التحية بأحسن منها أو بمثلها، ومن هنا كان واجبا على كل من

سمع تحية أن يردها ولا يتجاهلها أو يتهاون في ردها:

{وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} (٣).

وجاء الهدي النبوي ثرا غزيرا يحض بحرارة على إفشاء السلام وإسماعه من نعرف ومن لا نعرف؛ فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رجلا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي الإسلام خير؟ قال:

((تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف)) (٤).

وكان السلام إحدى الوصايا السبع التي أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صحابته بها، ليلتزموها في حياتهم الاجتماعية، وتلتزمها الأمة الإسلامية من بعدهم، وهي كما عددها البراء بن عازب رضي الله عنه، قال:

((أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسبع: بعيادة المريض، واتباع الجنائز،


(١) أي تستأذنوا.
(٢) النور: ٢٧.
(٣) النساء: ٨٦.
(٤) متفق عليه.

<<  <   >  >>