للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

((كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه، وإذا أتى على قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلاثا)) (١).

وتقول السيدة عائشة:

((كان كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلاما فصلا (٢)، يفهمه كل من يسمعه)) (٣).

[لا ينافق]

والمسلم الحق أبعد ما يكون عن النفاق والمداهنة والمجاملة المحرمة والمديح الكاذب؛ ذلك أن له من هدي دينه ما يعصمه من التردي في هذا المنزلق الخطير الذي يقع فيه كثير من الناس في هذا العصر، فيهوون من حيث لا يشعرون إلى قرار سحيق من النفاق المهلك الممقوت.

لقد وضع لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صوى النجاة من هذا السقوط المريع في حمأة النفاق والمداهنة، إذ قال لبني عامر الذين أقبلوا يمدحونه بقولهم: أنت سيدنا، فقال: ((السيد الله) وقالوا: وأفضلنا فضلا، وأعظمنا طولا، فقال: ((قولوا بقولكم أو بعض قولكم، ولا يستجرينكم الشيطان (٤). إني لا أريد أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلنيها الله تعالى، أنا محمد بن عبد الله، عبده ورسوله)) (٥).


(١) رواه البخاري.
(٢) أي بينا ظاهرا.
(٣) رواه أبو داود بإسناد صحيح.
(٤) لا يستجرينكم: من الجري، وهو الوكيل. تقول: استجريت جريا، أي اتخذت وكيلا. يقول: تكلموا بما يحضركم، ولا تتنطعوا، ولا تتكلفوا، كأنكم وكلاء الشيطان ورسله، كأنما تنطقون عن لسانه.
(٥) حياة الصحابة ٣/ ٩٩.

<<  <   >  >>