للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكم من المسرات الحلال يستطيع المسلم أن يحملها لإخوانه، كالكلمة الطيبة، والبسمة الودود، والبشرى المفرحة، والمواساة المسلية، والزيارة الخالصة، والرفد الصادق، وغير ذلك مما يفتح القلوب على المحبة، ويحجبها عن الغل والحقد والكراهية.

ومن هنا كان المسلم بطبيعة تربيته وتكوينه يدور في إطار من الأعمال الصالحات التي تقربه من الله زلفى، وتحببه إلى قلوب الناس.

[يدل على الخير]

ومن تلك الأعمال الصالحات التي عرف بها المسلم الصادق التقي الدلالة على الخير، فهو لا يزوي خيرا عن أحد، ولا يكتم أمرا فيه للناس منفعة، لأنه تعلم من هدي دينه أن الذي يدل على الخير له مثل أجر فاعله:

((من دل على خير فله مثل أجر فاعله)) (١).

ومن هنا كان المسلم بعيدا عن احتجان الخير لنفسه، سيان لديه أقام هو

به أم دل عليه؛ فأجره ثابت في الحالين، وفي ذلك إشاعة للخير في المجتمع، ليقوم به كل من يسر له، بعيدا عن التباهي والتفاخر وحب الظهور.

وكم حجبت هذه الآفات النفسية القاتلة الخير عن المجتمعات؛ لأن أصحابها يودون أن يقوموا هم دون سواهم بفعل الخير، ولكن ظروفهم لا تمكنهم من القيام به، فيبقى الخير موءودا، والمصالح معطلة، والمجتمعات محرومة من ذلك الخير الذي دار في بعض الرؤوس فكتمته وسكتت عنه انتظارا لفرصة تسنح تمكنهم من تنفيذه، وقد لا تسنح هذه الفرصة، وينتهي العمر، ويبقى الخير حبيس الرؤوس المظلمة. والمسلم


(١) رواه مسلم وأبو داود والترمذي.

<<  <   >  >>