للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

((ائذنو له فبئس ابن العشيرة، أو بئس أخو العثسيرة)). فلما ذخل ألان له الكلام، فقلت له: يا رسول الله قلت ما قلت ثم ألنت له في القول! فقال: ((أي عائشة: إن من شر الناس منزلة عند الله من تركه، أو ودعه الناس اتقاء فحشه)).

وكان أبو الدرداء يقول:

((إتا لنكشر في وجوه أقوام، وإن قلوبنا لتلعنهم)) (١).

إن أنماط الناس لا تكون دوما على مزاج الداعية وميوله ورغباته، بل إن

فيهم كثيرا ممن يكون على النقيض مما يحب ويرغب، ومن هنا لا بد للداعية من أن يعتصم بالصبر على ما يلقى من هؤلاء، ولا بد له من اللباقة في معاملتهم واستمالتهم إلى الحق الذي يدعوهم إليه.

[يدخل السرور على القلوب]

والمسلم الواعي المستنير بهدي دينه يحرص على أن ينشر المسرة في الربوع التي يحلها، ويشيع بين أهلها الأنس والمودة والغبطة؛ فيدخال السرور على القلوب في إطار ما أحل الله مطلب إسلامي ندب إليه الشرع الحنيف، ورغب في فعله، لتكون بيئات الإسلام وأجواء المسلمين مترعة بالود، ندية بأنسام المسرة، عامرة بالبشر والتفاؤل، ومن أجل ذلك جعل الإسلام جزاء من يدخل السرور على قلوب المسلمين أن يظفر بسرور أكبر، يدخله الله جل جلاله على قلبه يوم القيامة:

((من لقي أخاه المسلم بما يحب الله ليسره بذلك، سره الله عز وجل

يوم القيامة)) (٢).


(١) رواه البخاري.
(٢) رواه الطبراني في الصغير بإسناده حسن.

<<  <   >  >>