للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والخيلاء والتفاخر بالعمل، وهي الشجاعة، والعلم، والكرم. وبين الخزي الذي يلقاه أصحابها يوم القيامة إذ عروا أمام الناس من كل ما كانوا يأملون من ورائها من مقام حميد، كما بين الخسارة الكبرى التي حاقت بهم، إذ جردوا من كل الثواب الذي أعده الله لهذه الأعمال العظيمة، فإذا هم بدل أن يزفوا إلى جنان الخلد، سحبوا على وجوههم إلى النار.

إن المسلم الحق الواعي أحكام دينه، المرهف الإحساس بهديه الحكيم، لينأى عن الرياء في كل عمل من أعماله، ويحرص على أن يمحضها وجه ربه الكريم، واضعا نصب عينيه وأذنيه قول الرسول الكريم صلوات الله عليه:

((من سمع سمع الله به (١)، ومن يرائي يرائي الله به (٢))) (٣).

[مستقيم]

والمسلم الحق الصادق مستقيم واضح بين، لا يعرف الالتواء ولا الغموض ولا الجمجمة ولا المخاتلة، على ما في الاستقامة من صعوبة وجهد ومشقة، يصادفها الإنسان في حياته الاجتماعية.

ذلك أن الاستقامة في حياة المسلم وسلوكه ليست حلية خلقية، له الخيار في أن يتحلى بها أو يدعها، وإنما هي سلوك أمر به الله ورسوله، وجاءت مرتبته في الأهمية بعد الإيمان بالله في كثير من آي الذكر الحكيم: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ


(١) أي من أظهر عمله للناس رياء فضحه الله يوم القيامة.
(٢) أي من أظهر للناس عمله ليعظم عندهم أظهر الله سريرته على رؤوس الخلائق.
(٣) متفق عليه.

<<  <   >  >>