للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والله تعالى لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصا محضا لوجهه الكريم، كما جاء في حديث أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:

((قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه)) (١).

ولقد بسط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القول في هذه المسألة بسطا وافيا شاملا، وبين الخزي الشنيع الذي يلقاه المراءون يوم العرض الكبير، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وذلك في حديث أبي هريرة أيضا الذي يقول فيه: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:

((إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به، فعرفه نعمته فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت، ولكنك قاتلت لأن يقال: جريء! فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل تعلم العلم وعلمه، وقرأ القرآن، فأتي به، فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك تعلمت ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال: قارئ! فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل وسع الله عليه، وأعطاه من أصناف المال، فأتي بيه، فعرفه نعمه، فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال: جواد! فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار)) (٢).

لقد عرض هذا الحديث الشريف المواطن التي تكثر فيها المباهاة


(١) رواه مسلم.
(٢) رواه مسلم.

<<  <   >  >>