للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وغيرهما عن ابن عباس، قال: ((مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قبرين، فقال: أما إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير. أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستبرئ من بوله، قال: فدعا بعسيب رطب (١)، فشقه اثنين، ثم غرس على هذا واحدا، وعلى هذا واحدا، ثم قال: لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا)).

[يجتنب قول الزور]

ومن صفات الملسم الحق الواعي أنه لا يدلي بقول زور؛ لأن قول الزور حرام:

{وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} (٢).

وشهادة الزور، إلى جانب حرمتها، تزري، بالرجولة، وتقذح في الأمانة، وتخل بالشرف. ومن هنا لا يمكن أن تكون من صفات المؤمنين، ولهذا نفى الله عن عباده المصطفين الأخيار هذه الصفة، فيما نفى عنهم من كبائر، فقال:

{وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} (٣).

ومما يدلنا على فداحه هذه المعصية أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ساقها بعد أكبر كبيرتين في سلم المعاصي: الإشراك بالله وعقوق الوالدين، ثم كررها على مسامع المسلمين محذرا منذرا، وهو في أشد حالات الانفعال، إذ قال:

((ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلا يا رسول الله، قال: الإشراك بالله،


(١) أي غصن أخضر.
(٢) الحج: ٣٠.
(٣) الفرقان: ٧٣.

<<  <   >  >>