للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[يحرص على نفع الناس ودفع الضر عنهم]

والمسلم الذي تربى على هدي الإسلام، وارتوت نفسه من معينه الطهور، حريص كل الحرص على نفع الناس في مجتمعه، ودفع الأذى عنهم؛ ذلك أنه بحكم تكوينه وتنشئته على مبادئ الحق والخير والفضيلة غدا عنصرا بناء فعالا نافعا، لا يطيق أن يرى الفرصة متاحة لفعل الخير ولا ينتهزها، وإنه ليعلم أن فعل الخير يؤدي إلى الفلاح:

{وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (١).

إنه ليسارع إلى فعل الخير، واثقا بمثوبة الله له في كل خطوة يخطوها في فعل الخير:

((كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين الاثنين (٢) صدقة، وتعين الرجل

في دابته فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة)) (٣).

وما أروع هذا المزج بين الأفعال الاجتماعية الخيرة التي يقوم بها المسلم في حياته الاجتماعية وبين المشي للصلاة، تأكيدا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أن هذا الدين إنما جاء لصلاح أمر الإنسان كله، في دنياه وآخرته، لا تفريق بين الدين والدنيا، والحياة الاجتماعية والحياة الروحية؛ فأعمال الإنسان في تصور المسلم الواعي هدي هذا الدين كلها عبادة، ما دام متجها في نيته إلى الله، مبتغيا بها وجهه الكريم.

ومن هنا كانت أبواب الخير مفتوحة أمام المسلم التقي، يلجها متى


(١) الحج: ٧٧.
(٢) أي تصلح بينهما بالعدل.
(٣) متفق عليه.

<<  <   >  >>