للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شاء، مستنزلا رحمة الله الثرة الواسعة، مستكثرا من ثوابه الجم وفضله العميم.

فعن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((كل معروف صدقة)) (١).

وعن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((الكلمة الطيبة صدقة)) (٢).

بل إن رحمة الله لتدرك الإنسان الذي أسلم لله وجهه، وأخلص له نيته، فتجعله مثابا إن فعل أثارة من خير، ومثابا إن لم يفعل، شريطة أن يمسك عن الشر:

فعن أبى موسى رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((على كل مسلم صدقة)). قالوا: يا رسول الله، أرأيت إن لم يجد؟ قال: ((يعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق) قالوا: أرأيت إن لم يستطع أو لم يفعل؟ قال: ((يعين ذا الحاجة الملهوف) قالوا: أرأيت إن لم يفعل؟ قال: ((يأمر بالمعروف أو بالخير) قالوا: أرأيت إن لم يفعل؟ قال: ((يمسك عن الشر فإنها له صدقة)) (٣).

لقد استهل الرسول الكريم حديثه بقوله: ((على كل مسلم صدقة))، ثم راح يعدد ألوان البر والخير والمعروف التي يستطيع المسلم أن يجني منها أجور تلك الصدقات؛ فالمسلم إذا عليه صدقة، أي عليه أن يقوم بالأعمال البناءة الخيرة في مجتمعه، فإن عجز، أو لم يفعل لسبب من الأسباب، فلا أقل من أن يكف لسانه وجوارحه عن فعل الشر، ففي ذلك أيضا صدقة، وإيجابيات المسلم وسلبياته كلها موجهة في خدمة الحق الذي يسود مجتمع المسلمين، والمسلم: ((من سلم المسلمون من لسانه ويده)) (٤).


(١) متفق عليه.
(٢) من حديث متفق عليه.
(٣) متفق عليه.
(٤) رواه البخاري.

<<  <   >  >>