للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بل إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليجعل خير المسلمين في المجتمع الإسلامي من يرجى خيره ويؤمن شره، وذلك فيما رواه الإمام أحمد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقف على ناس جلوس فقال:

((أخبركم بخيركم من شركم؟))، فسكت القوم، فأعادها ثلاث مرات، فقال رجل من القوم: بلى يا رسول الله، قال: ((خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره، وشركم من يرجى خيره ولا يؤمن شره)).

إن المسلم لا يقدم لمجتمعه إلا الخير، فإن لم يفعل أحجم عن الشر، وأمسك عن الأذى، والمسلم الحق هو الذي يفعل الخير دوما، ولا يصدر عنه شر؛ ذلك أنه ينطلق دوما من قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -:

((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)) (١).

وحب المسلم لإخوانه المسلمين ما يحب لنفسه يعني الحرص على نفعهم ودفع الأذى عنهم، ويعني شيئا آخر يميز الفرد في المجتمع الإسلامي، وهو فعاليته ونشاطه ودأبه في خدمة إخوانه المسلمين، يمد في نبعة نشاطه في هذا الميدان قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -:

((لا يزال الله في حاجة العبد ما دام العبد في حاجة أخيه)) (٢).

وقوله:

((المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة)) (٣).


(١) متفق عليه.
(٢) رواه الطبراني ورجاله ثقات.
(٣) متفق عليه.

<<  <   >  >>