اختص فيه كل الإتقان، فلا يدخر وسعا في الإحاطة بكل ما كتب عنه في شتى اللغات إن استطاع، ويبقى دوما يرفد عقله بالجديد من مستحدثات ذلك العلم، بالمطالعة الدائبة، والاطلاع المستمر، في شتى وجوهه وألوانه. ذلك أن المسلم الواعي الحق في هذا العصر هو الذي يحقق نجاحا علميا عاليا، يكسبه في أعين الناس مهابة وإجلالا وتقديرا، ويرفعه إلى أعلى مراتب المجد والشرف والتكريم، وترتفع بارتفاعه دعوته إلى الشأو الذي بلغه، ما دام يمثلها في إخلاصه وجده ودأبه، وما دام ينطلق من الروح التي أشاعها الإسلام في جو العلم، إذ جعله فريضة، يتقرب بها فاعلها إلى الله، ويتخذ من العلم وسيله لمرضاته. ومن هنا كنا نجد علماء السلف يحرصون في مقدمات كتبهم على تأكيد هذه المعاني السامية؛ ذلك أنهم كانوا يبتغون من العلوم التي أفنوا أعمارهم في نشرها مرضاة الله عز وجل، مقدمين ثمرات قرائحهم خالصة لوجهه الكريم.
[يفتح نوافذ على فكره]
ولا يكتفي المسلم الواعي الحصيف بدائرة اختصاصه، بل يفتح نوافذ على فكره وعقله، فيقرأ شتى الكتب والمجلات العلمية والأدبية والثقافية في مختلف العلوم والفنون النافعة، وبخاصة القريبة منها إلى دائرة اختصاصه، فيأخذ بذلك من كل لون من ألوان المعرفة بطرف، ينشط بها ذهنه، ويوسع أفقه، وينمي ملكاته العقلية.
[يتقن لغة أجنبية]
ولا ينسى أن يكون لبعض اللغات الأجنبية من اهتمامه نصيب، فاللغة الأجنبية في هذا العصر من ألزم مستلزمات الثقافة للمسلم النابه النشيط المتفهم متطلبات الحياة الإسلامية المحاصرة.
وإن للمسلم الواعي من هدي دينه العظيم خير مشجع على إتقان اللغة