للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلن من على المنبر، وهو يذكر الصدقة والتعفف عن المسألة، أن ((اليد العليا خير من اليد السفلى، واليد العليا هي المنفقة، والسفلى هي السائلة)) (١).

[آلف مألوف]

والمسلم الواعي المستنير بهدي دينه دمث آلف مألوف، يألف الناس ويخالطهم ويوادهم، ويألفه الناس ويخالطونه ويوافونه، وهذه صفة اجتماعية راقية، يتصف بها المسلم الراقي الذي وعى رسالة دينه، وأدرك أن الاتصال بالناس في المجتمع وكسب ثقتهم من أهم واجبات المسلم، وأنه الوسيلة الفعالة الناجعة لإسماعهم كلمة الحق، وتعريفهم بالقيم والمثل العليا التي يحملها؛ ذلك أن الناس لا يستمعون إلا لمن يألفون ويثقون به، ولا يقتنعون بكلام إلا إذا صدر ممن يحملون له شيئا من الثقة والود والقبول؛ ومن هنا جاءت النصوص تعلي من شأن هذا النمط الذي يألف ويؤلف، وتجعله من الفئة المختارة، أحب الفئات إلى الرسول الكريم، وأقربها منه مجالس يوم القيامة:

((ألا أخبركم بأحبكم إلي، وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة؟ فأعادها ثلاثا أو مرتين، قالوا: نعم يا رسول - صلى الله عليه وسلم -، قال: أحسنكم خلقا)) (٢). وزادت بعض الروايات: ((الموطأون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون)).

إن من صفات المؤمن أن يكون آلفا مألوفا، يحب الناس ويحبونه، يقبل عليهم وبقبلون عليه، وإذا لم يكن كذلك فإنه لا يستطيع أن يؤدي رسالة،


(١) رواه مسلم.
(٢) رواه أحمد وإسناده جيد.

<<  <   >  >>