للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

((لينصر الرجل أخاه ظالما أو مظلوما؛ إن كان ظالما فلينهه، فإنه له نصر، وإن كان مظلوما فلينصره)) (١).

إن المسلم الحق لا يتخلى عن أخيه ظالما كان أو مظلوما؛ ذلك أن الإسلام علمه أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وما دام لا يحب لنفسه أن يكون ظالما أو مظلوما، فهو لا يحب ذلك لأخيه أيضا، ولذلك فهو يقف إلى جانبه إن كان مظلوما فينصره ويدفع عنه، ويقف إلى جانبه يكفه عن الظلم إن كان ظالما، ولعمري إن هذه هي النصيحة الخالصة، وإن هذا هو البر الصادق، وإنهما لخليقتان يتصف بهما المسلم الحق البر الوفي الذي صاغه الإسلام، أيان عاش، وحيثما كان.

[رفيق بإخوانه]

والمسلم الحق المتمثل أحكام دينه وقيمه لطيف المعشر مع إخوانه، رفيق بهم، آلف لهم، مألوف لديهم، وهو في ذلك كله يستقي من توجيهات الإسلام التي تحض على مكارم الأخلاق.

فالله تبارك وتعالى يصف المؤمنين بقوله: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} (٢). وفي ذلك من اللين والتواضع وحسن التعامل مع الأخوة المؤمنين ما يصل إلى درجة متناهية في اللطف، هي أشبه بالذلة.

ويأتي بعد ذلك التوجيه النبوي العالي فى تحبيب الرفق إلى المسلم تحبيبا يجعله زينة كل شيء في الحياة، وذلك في قول الرسول الكريم.

((إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه)) (٣).


(١) رواه مسلم.
(٢) المائدة: ٥٤.
(٣) رواه مسلم.

<<  <   >  >>