للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

((ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء)) (١).

ولأنه تعلم من هدي دينه أن:

((من لم يرحم الناس لم يرحمه الله)) (٢).

وأن: ((الرحمة لا تنزغ إلا من شقي)) (٣).

بل إن المسلم الحق الواعي لتتسع في نفسه دائرة الرحمة، فلا يقصرها على أهله وأولاده وذوي قرابته وصداقته فحسب، بل يشمل بها الناس جميعا؛ إذ يسمع الهدي النبوي يعم بها الناس جميعا ويجعلها من شروط الإيمان، وذلك فيما رواه أبو موسى الأشعري عن النبي - صلى الله عليه وسلم -:

((لن تؤمنوا حتى تراحموا، قالوا يا رسول الله، كلنا رحيم، قال: إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه، ولكنها رحمة الناس، رحمة العامة)) (٤)

إنها الرحمة العامة الشاملة، رحمة الناس عامة، يفجرها الإسلام في قلب الفرد المسلم، ليغدو مجتمع المسلمين متراحما، يموج بالمحبة الصادقة، والنصيحة الخالصة، والتعاطف العميق.

وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثالا فذا للرحمة، تجسدت فيه معانيها، وفاضت بها نفسه، حتى إنه ليكون في الصلاة فيسمع بكاء الصبي، فتأخذه الرحمة بأمه الولهى لبكاء طفلها، فيوجز في صلاته، وذلك فيما أخرجه الشيخان عن أنس رضى الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:


(١) رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
(٢) رواه الطبراني وإسناده حسن.
(٣) أخرجه البخاري في الأدب المفرد.
(٤) رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.

<<  <   >  >>