للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في الأرض، ويستعلون على الناس، وإنها لمهانة معنوية لا يقل وقعها المؤلم على النفوس الحساسة من وقع العذاب على الأجساد في الجحيم:

يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا)) (١).

ويقول: ((ثلاثة لا يكفلهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولا ينظر إليهم، ولهم عذاب أليم: شيخ زاني، وملك كذاب، وعائل (٢) مستكبر)) (٣).

ذلك أن الكبرياء من صفات الألوهية، وليست من شأن البشر المخلوقين الضعفاء، وإن الذين يتكبرون ويتجبرون يعتدون على مقام الألوهية، وينازعون الخالق العظيم في صفة من صفاته العليا، ومن هنا استحقوا عذابه الأليم الذي أخبر به الرسول - صلى الله عليه وسلم - بقوله:

((قال الله عز وجل: العز إزاري، والكبرياء ردائي، فمن ينازعني في واحد منهما فقد عذبته)) (٤).

ومن أجل ذلك تتابعت نصوص السنة المطهرة محذرة المؤمنين من أن تلابسهم نزوة من كبر في لحظة من لحظات الضعف الإنساني، ولونت لهم أساليب التحذير والتنبيه لكي يبقى المؤمنون الأتقياء في عصمة من الابتلاء بداء الكبر الوبيل.

ومن تلك النصوص المحذرة المنبهة قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -:

((من تعظم في نفسه، أو اختال في مشيته، لقي الله عز وجل، وهو عليه غضبان)) (٥).


(١) متفق عليه.
(٢) أي فقير.
(٣) رواه مسلم.
(٤) رواه مسلم.
(٥) أخرجه البخاري في الأدب المفرد.

<<  <   >  >>